الامام السيد البدوي ومشاركته في الجهاد

الامام السيد البدوي ومشاركته في الجهاد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمَّدٍ وعلى آله الطيبين، وأصحابه الذين وصفهم بأنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم، وألحق التابعين بإحسان في رضاه بالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وسلم تسليماً كثيراً.

الامام السيد البدوي ومشاركته في الجهاد
الحمد لله الذي جعل السعادة في صحبة السعداء وأفاض من علومه وأسراره علي قلوب العارفين والأولياء فقربهم من حضرته فهم أهل التكريم والاصطفاء وخصهم بحقائق الاقتضاء فكانوا دلائل حضرته قال تعالي ( الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ) اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد الأصل الذي تفرعت منه جميع الأصول وعلي اله وصحبه وسلم .
في الحقيقة ونفس الأمر ان من يقف علي سيرة الامام السيد أحمد البدوي منذ نشأته المباركه ويمعن النظر في معالم شخصيته عبر المعالم المختلفه وما تميزت به من صفات وخصائص سيري بعين اليقين أنها شخصيه جهادية من الطراز الرفيع ومن أبرز تلك الخصائص ( معلم الفروسية ) وان العناية الألهية قد أعدته ليكون بحق أبا الفتيان وفارس الفوارس ظاهرا وباطنا أي في الجهادين الأصغر والأكبر فقد تعلم خلال نشأته الثانية بمكه المكرمه فنون الفروسية والحرب وأتقنها بصورة فذه فكان الفتي المغوار الذي لايشق له غبار !!
ولقد صرحت المصادر وكتب التاريخ أنه كان أعظم الفرسان بأسرها بل والمدينه المنورة أيضا !!
فقال عنه الامام نور الدين الحلبي في سيرته
( ولم يكن في فرسان مكة والمدينة أشجع ولا أفرس منه حتي سمي ( محرس الحرب ) )
انظر النصيحة العلوية للامام الحلبي ص 35
وكما يذكر العلامة الخفاجي أن سيدي أحمد البدوي كان يسمي بمكه ( العطاب ) وذلك لعطب من يتعرض له العداء وكذلك صرحت مصادر أخري بأنه كان خبيرا بفنون الحرب وخطط القتال
حتي قال الامام الحلبي في سيرته
( وما يذكرون له أشياء من أبواب الحرب حتي يجيبهم عنه )
بل ولقد كان في شجاعته وبطولته وبراعته في القتال علي غرار جده سيدنا علي كرم الله وجهه
ويقول الامام الحلبي في كتابه النصيحة العلوية ص 35 متحدثا عن هذا النظير بقوله
(... حتي ذكروا يوما عن جده الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه الضارب بالسيفين فاتفق وقوع حرب بمكه فخرج وضرب بسيفين حتي تعجب الناس من شجاعته )
انه التفرد في الشخصية البدوية القيادية علي أرفع مستوياته شخصية الفارس
المغوار الذي يصول ويجول في الأعداء بطشا وتنكيلا وقد تحدث أبوالفتيان البدوي عن هذا الجانب البطولي في مواجيده قائلا : -
أنا الأسد في حومة الوغي .............. اذا جلت في الأعداء ينهزم الكل
أنا الفارس القتال فيمن بغي..............علي مريدي واغواه التكبروالجهل
أنا صاحب الرمحين في أرض مكة..............لي البأس في الهيجا اذاحصل الخيل
وردت في الجواهر السنية لزين الدين عبدالصمد الأحمدي ` المصري ص 123
( والامام السيد أحمد البدوي منذ فجر نشأته كان مجاهدا بيد أن حقائق التاريخ تشهد للساده الصوفية عامة وللامام البدوي علي وجه الخصوص، بأنهم قادة الجهاد وصناع المجاهدين ومراجع المشورة للملوك والسلاطين في القضايا المصيرية للأمة )
واليك أخي المسلم نماذج من جهاد ائمة التصوف وهم الذين عملوا بقوله تعالي
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )
1- كتب االامام الغزالي الي ابن تشفين ملك المغرب يقول له
( اما أن تحمل سيفك في سبيل الله ونجدة اخوانك في الأندلس واما أن تعتزل امارة المسلمين حتي ينهض بحقهم سواك )
2-ويقول محي الدين بن عربي للملك الكامل حينما تخاذل في قتال الصليبيين
انك دنئ الهمه والاسلام لن يعترف بأمثالك فانهض للقتال أونقاتلك كما نقاتلهم
3- ويطغي المماليك في أرض مصر فيثور الامام الصوفي العز بن عبدالسلام ويأمر بالقبض علي المماليك ويعلن أنه قد اعتزم بيعهم في سوق الرقيق لأنهم خانوا الأمانه
4- ويقول الامام عبدالوهاب الشعراني :
( من لبس جديداوأكل هنيئا وأضحك في نفسه أوسعد في بيته والأمة الاسلامية في كرب وشدة فقد برئ منه الاسلام )
5- والامام المجدد أبوالعزائم حين دعي علماء وأمراء المسلمين لعقد مؤتمر الخلافه الاسلاميه عام 1924
حاول الملك فؤاد استمالة الامام فأرسل اليه رئيس الديوان الملكي ( حسن باشا نشأت ) ليقول له ان الملك فؤاد يحب أن يراك ولوحضرت الية سيعطيك أكبر وظيفة دينية في الدولة وأموالا طائلة
فقال الامام أنت ياحسن تريد أن تغرر أباك الشيخ بالدنيا وهل ملك مصر يتمني أن يراني
فقال حسن باشا نعم
فقال الامام ( يا حسن قل لفؤاد : ان أباالعزائم لايحب أن يراك ولو أحببت أن يأتي فؤاد الي هنا لجاءني حبوا ، اذا وقف رجل علي باب السلطان حرم عطاء الحنان ورجل الحق تخضع له التيجان )
ثم قال له الامام كلمته الخالده عن فؤاد وأمثاله أمراء السوء :
ان قوم فقدوا الاسلام في أنفسهم وبيوتهم وشؤنهم الخاصه والعامه لأعجز أن يفيضوه علي غيرهم
( ورد في كتاب خاتم الوراث المحمديين للامام ابوالعزائم ص 537 )
وهناك دراسات ورسائل علميه اثبتت لأعلام الصوفيه الدور القيادي في الجهاد والاصلاح ومنها علي سبييل المثال
كتاب ( الحركة الصوفية في الاسلام ) للدكتور محمود أبوريان
الذي صرح فيه صفحة : 317 بمشاركة السيد البدوي والسيد ابراهيم الدسوقي رضي الله تعالي عنهما في حروب الصليبين
وورد أيضا في كتاب البطولة والفداء لأسعد الخطيب ص :126 الذي قال فيه
( أنه بوصول السيد البدوي الي مصر قادما من المغرب تلقاه الظاهر بيبرس بعسكره وأكرمه وعظمه كما نقل فيه عن الأعلام لخير الدين الزركلي أن الظاهر بيبرس قاهر التتار في موقعة عين جالوت سنة 658هجريا وقد انتسب الي طريقة السيد أحمد البدوي رضي الله عنه ومن ثم ان السيد البدوي محل أعظام وتقدير الملك الظاهر بيبرس قاهر التتار – وموجها له !!))
وقال العارف بالله الشيخ عطيه محمود عطا الشاذلي في كتابه ( السيد البدوي في الميزان ) صفحة 119 ( تحت عنوان اشتراكه في الحروب الصليبية ):
قد أكد الرواة الثقات اشتراكه رضي الله عنه بنفسه وبعض أتباعه عام 1248 ميلاديا في أهم معركه صليبية قرب المنصورة
كما أكد الباحث سالم مرزوق الرفاعى في رسالة الماجستير التي حصل عليها من كلية الآداب جامعة طنطا قسم التاريخ وكان عنوان الرسالة
( خلفاء السيد أحمد البدوي ودورهم السياسي والحضاري في العصر المملوك )
فأوضح في رسالته مشاركة السيد البدوي في الحروب الصليبية حيث قال
( ثم كانت الحملة الصليبية علي دمياط – التي عرفت في التاريخ بالحملة السابعة التي قادها الملك لويس التاسع ووصلت الحملة الي دمياط في يوم 22 من صفر سنة 647 هجريا الموافق 6يونيو 1249 م واستطاعت الاستيلاء علي دمياط وتراجع بجيوشه الي المنصورة لحصانتها واستقر بها في 24 صفر سنة 647 هجريا مع تجديد حصونها وبنائها وهنا يبرز مدي الدور الأساسي الذي لعبه السيد أحمد البدوي وأتباعه في صد الصليبيين في تلك الحملة فكان السيد البدوي أحد رجال الفتوة الصوفية التي امتدت الي مصر في العصر الأيوبي (567 -648 هجريا ) الموافق (1171 م – 1250م ) والمملوكي في ( 648- 923 هجريا ) الموافق ( 1250م -1517 م ) وكان لها دورها البطولي في صد الحملة الصليبية السابعة )
وقد بين ذلك الأستاذ الدكتور جوده أبواليزيد المهدي عميد كلية اصول الدين بطنطا في كتابه ( حقيقة القطب النبوي السيد أحمد البدوي ) فقال في صفحة 315
( وقد تمثلت هذه المساهمة في تعبئة الرآي العام للجهاد الاسلامي ضد الصليبيين ومما يؤكد ذلك : ما يحكي عنه من الروايات بين المسلمين عن كرامات السيد البدوي في احضار الأسري حتي انتشر بين المسلمين قولهم المشهور ( الله الله يابدوى جاب اليسري ) أى الأسرى ومن ثم أطلق عليه ( جياب الأسرى )
كما أطلق عليه أيضا ( أبوالفتيان ) كناية عن قوته الروحية هو وأتباعه في جهاد الصليبيين كما اشترك رجاله في اصطياد الأسرى من الصليبيين ( بما يمكن أن نسميه بالفدائية )
وكان الامام المجدد السيد محمد ماضي أبوالعزائم من الائمة الذين بينوا مقام جهاد سيدي أحمد البدوي فكان كلما مر علي طنطا ( وكانت تسمي طنطدا ) انشد مواجيد تبين جهاد هذا القطب النبوي فبين أنه فتي جاهد النفس الأبية مخلصا فقال الامام ابوالعزائم رضي الله عنه في 16 محرم سنة 1350 هجريا حين مر القطار بمحطة طنطا
علي طنطدا مر القطار بنا يجري ......وفيها أبو الفراج العاشق البري
فتي جاهد النفس الأبية مخلصا ......علي الله بالاحسان في صحة السير
ايا هاشمي الاصل نلت مكانة......من القرب قد شاهدت من باطن الأمر
أيا أحمد البدوي في أرض طنطدا ......بجاهك أرجو الله يشرح صدرى
فأنت فتي أولاك ربك منة ...... الي الكهف كهف العلم والحال والصبر
ورضي الله تبارك وتعالي عن أبي فراج سيدي أحمد البدوي في ذكري مولده وأكرمنا به في الدنيا والآخرة
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم وأعطنا الخير وادفع عنا الشر ونجنا واشفنا يارب العالمين
المصدر: موقع شيخ الروحانييين الشيخ عطية عبد الحميد 00201062022238- من قسم: منتدى التصوف الاسلامى

» أحمد البدوي حياته وجهاده
» القطب الرباني سيدي أحمد البدوي ( قدس الله سره الشريف )
» قسم السيد ميططرون