منتدى الاسرار الروحانية , فلك , روحانى , جلب الحبيب , علاج السحر , علاج القرين العاشق علاج الحسد
منتدى الاسرار الروحانية , فلك , روحانى , جلب الحبيب , علاج السحر , علاج القرين العاشق علاج الحسد
منتدى الاسرار الروحانية , فلك , روحانى , جلب الحبيب , علاج السحر , علاج القرين العاشق علاج الحسد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مجربات روحانية , كتب روحانية , مخطوطات روحانية , مذكرات روحانية , كنوز , دفائن , طى الارض , تحضير الارواح , مدرسة روحانية , جن , الجن , عفريت , قرين , مزمور 151 , البرهتية الصحيحة , السحر , روقية شرعية , اذن روحانى , خادم مسلم , طلسم , ميططرون , الابراج ,
 
الرئيسيةمكتبة روحانية أحدث الصورالتسجيلدخول
للكشف الروحانى المجاني ولمزيد من الدروس الروحانية 00201062022238
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» كتاب روحانى تصريف دعوات البرهتية الثلاثية الروحانية والأرضية والسفلية مكتبة الشيخ عطية عبد الحميد
المربى الربانى السيد احمد البدوى Emptyالجمعة سبتمبر 25, 2020 7:43 pm من طرف Ahmed0

» لقضاء الحوائج من خير وشر
المربى الربانى السيد احمد البدوى Emptyالأربعاء سبتمبر 09, 2020 11:26 pm من طرف Abdul

» دائرة الإسرار في إبطال جميع الأسحار مهم كانت قوتها
المربى الربانى السيد احمد البدوى Emptyالإثنين أغسطس 31, 2020 6:39 am من طرف MEKKI

» تعليم علم الرمل في قرعة الرمل
المربى الربانى السيد احمد البدوى Emptyالأربعاء يناير 22, 2020 11:13 am من طرف abdellah

» ارسال لا يتصرف الافى الشر ولو امرتة بالقتل لفعل
المربى الربانى السيد احمد البدوى Emptyالأربعاء أغسطس 07, 2019 9:21 am من طرف زكريا

» محبة وطاعة لمن تريد
المربى الربانى السيد احمد البدوى Emptyالجمعة يونيو 14, 2019 4:26 pm من طرف آوليفيا

» مزمور 119 يكتب للبنت العانس تخطب سريعا 5 الشيخ عطية عبد الحميد للكشف الروحانى 00201062022238
المربى الربانى السيد احمد البدوى Emptyالثلاثاء يناير 29, 2019 1:55 pm من طرف ام ملك

» محبة وطاعة قوية لمن تريد
المربى الربانى السيد احمد البدوى Emptyالأحد نوفمبر 18, 2018 1:24 am من طرف awatif

» مندل نفسى للملك النورانى شرنطيائيل 1 الشيخ عطية عبد الحميد للكشف الروحانى 00201062022238
المربى الربانى السيد احمد البدوى Emptyالأربعاء سبتمبر 05, 2018 4:09 pm من طرف Zafer Öner


 

 المربى الربانى السيد احمد البدوى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 2319
تاريخ التسجيل : 23/11/2009
الموقع : https://www.facebook.com/pages/شيخ-الروحانيين-الشيخ-عطية-عبد-الحميد/248309111957401

المربى الربانى السيد احمد البدوى Empty
مُساهمةموضوع: المربى الربانى السيد احمد البدوى   المربى الربانى السيد احمد البدوى Emptyالأحد نوفمبر 20, 2011 8:58 am

المربى الربانى السيد احمد البدوى

قال الإمام أبو العزائم 
في طنطدا ( ) أحمد البدوي قد يُنبِـى
عن حاله مغرم عن صـولة الجذب
أفناك يا أحمد البـدوي عنـك و عن
كل السوى خطفة تُجلى من الرب
غُيِّبت يا أحمد البــدوي من بـرق
قد لاح لامعه في الجانب الغـربي
حُيِّرت من رشفة في الجانب الشـرقي
مـن روح عيسـى بلا أم ولا أب
أزور روضتك الفيحـاء مقتبســا
حيث المثول أراني حالة صـوبى
رآك من جهـلوا المجنون ويحهمـو
فررت منهم إلى الرضوان والشرب
سُقِيت خمرة عيسـى أحمد البدوي
من البــداية في جمع بلا شـوب
صحوت بعد تلقي الآي متصــلاُ
بنـــور قرآنه صحواً بلا جـذب
بلغت حق يقين حقًّـر الدنيـــا
حتى شـــهدت المعاني في ضيا الغيب
أمام روضتك الفيحاء أسـأل من
أولاك إحســانه بالفضل لا الكسب
يا رب أنت كريم محسـن هب لي
خير المواهـــب من جود ومن حبِّ
(طنطدا : كانت مدينة طنطا تعرف قديما بـ طنطدا ، ثم تحوَّر إسمها بعد ذلك إلى طنطا )
... كان سيدنا الإمام الجنيد يقول :
"حكايات الصالحين جند من جند الله تقوى نفوس المريدين وتؤهلهم للصفاء القدسى في ملكوت ربِّ العالمين".
ولم يقل : "كرامات الصالحين" وإنما قال "حكايات الصالحين".
أي الحديث عن الصالحين وأحوالهم وأعمالهم وأفعالهم وأخلاقهم، وذلك لأن الناس .. تهوى نفوسها الحديث عن الكرامات، وهنا تلزم مقدمة لا بد منها، وأكررها دائماً، وأنبه إخواني عليها بالنسبة لكرامات الصالحين ..... فكرامات الصالحين كما وضحها وبينها أئمة المرشدين نوعان : ... كرامات معنوية وأخرى حسية.
والكرامات المعنوية: أعلاها وأعظمها الاستقامة، وقد قالوا رضي الله عنهم : "الاستقامة خير من ألف كرامة" .
فكون الإنسان يوفقه الله للاستقامه على شرع الله، وعلى منهج حبيب الله ومصطفاه، ويوفقه لآداء الطاعات والقربات التي يحبها الله:
فهذه أكبر كرامة يكرم بها الله العبد في هذه الحياة.
فإن الكرامات المعنوية:
- هي السكينة التي تنزل على القلوب.
- والرضا الذي يصحب العبد عند تنزل الكروب، فلا يسخط ولا يضجر ولا ييأس من رحمة الله.
- وإلهام العبد بذكر مولاه في كل أنفاسه.
- وحفظه من المعاصي والمخالفات ما ظهر منها وما بطن.
- وحفظه حفظاً خاصاً من الفتن التي تعم البلاد والعباد في كل زمن وفي كل عصر.
هذه الكرامات المعنوية هي أعظم الكرامات التي يكرم الله بها عباده الصالحين.
أم الكرامات الحسية التي تظهر على الجوارح، وتراها العين:
- قد تكون كرامة لأهل الاستقامة.
- وقد تكون طمأنينة لأهل الإقبال على الله.
- وقد تكون تفريجاً لكرب أو زوالاً لهم.
- وقد تكون استدراجاً والعياذ بالله إذا ظهرت على عبد وهو في معصية الله، وظن أن له منزلة عند الله ..!!؟؟..ربما يتمادى في عصيانه.
وهذه الكرامات الحسية هي التي يركز عليها بعض من الصوفية سواء كانوا متحدثين أو علماء أو مريدين، وتجد في كتب القوم أو على ألسنة المريدين تزيُّداً في هذه الكرامات، وأحياناً بعضهم قد يتخيلها مع أنها ليس لها أصل ولا حقيقة، وأحياناً بعضهم يتوهمها أي يعيش في عالم الوهم ويتخيل كرامات، وليس لها في حقيقة الواقع عند الله إكرامات....!!!!!... ولذلك فإن نصيحتي دائماً لإخواني:
أولاً: ألا يكثروا من ذكر الكرامات الحسية ، وقد قال الإمام أبو العزائم : " من لم يؤمن إلا بآية (يعني الكرامة) فقل له : لست من أهل العناية" ، لماذا؟ ..، لأن من يكون قربه بالكرامة !، قد تبعده أيضاً كرامة ! ، وأقصد هنا الكرامات الحسية.
ثانيا: ألا نحكي منها أو نتحدث عنها ... إلا ما تستسيغه العقول التي نتحدث إليها، فالكرامة حتى لو كنت أوقن بها، وشاهدتها، وهي صحيحة في ذاتها، ولكن من أحدثهم ... قوم علمانيون ! ، أو لا يؤمنون إلا بالمادة ... وقد قال الحبيب:
{ أُمِرْتُ أنْ أُخَاطِبَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ } وليس على قدر قلوبهم ... لماذا؟ ،قال الحبيب في معنى الحديث الآخر:
{ إنَّ اللهَ يَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تُـبَيـِّـنُــوا كُلَّ الْبَيَان ، أَتُـرِيدُونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللهُ وَ رَسُـــولُه؟! } ...، كما قال أيضـاً:
{ حَدِّثُــــوا الناَّسَ بِمَا يَعْرِفُــونَ ، أَتُـحِـبُّــونَ أَنْ يُكَــذَّبَ اللهُ وَ رَسُـــــولُه }
فمثل هؤلاء - من أهل الجفاء - ... هم الذين يشنون الحرب على الصالحين والأولياء عندما نبيح لهم ما لا يستطيعون تحمُّله أو تعقُّله من أحوال الصالحين وأعمال المتقين، ولذلك علينا أن نحكي لهم على قدرهم وهذه وصية غالية وعالية ، وكان يقول فيها الإمام أبو العزائم :
اخفوا علومكم صوناً لها عمن مالوا إلى الحظ من زور وبهتان
فالناس الذين انشغلوا بالدنيا والملاهي والشهوات أحكي لهم على قدر ما تتحمل نفوسهم، لأن الناس أذواق ومشارب.مثلاً : ... أنت أُعجبْت بفتاة ورأيت أن جمالها لم يخلق الله مثيله - وصدقت ! ، لأن الله خلق لكل فتاة جمالاً خاصاً - بها لكن هل يجوز أن تتحدث عن جمالها لترغب الخلق جميعاً فيهاً ؟ !!
لا يجوز ذلك ، لأن ذلك خصوصية لك ، ، لكن إن أرت .. فيمكنك أن تتحدث عن أخلاقها، أو عن جميل معاملاتها ، وليس هناك
غضاضة في ذلك ، أما أن تتحدث عن جمالها ؟ !!! ، فلا يجوز لأنه خاص بك أنت ........ وهذا قياس مع الفارق .
فعلينا إذن ألا نتحدث عن كرامات الصالحين إلا بما تتحمله العقول، أما ما ورد في النقول عن الصالحين السابقين ... والأولياء والعارفين .... ، فعلينا أن نمحِّصه بالمنهج العلمي الذي يدَّرس في الجامعات الآن :
فكل من لم نجد له مصداقية ... فعلينا أن نستبعده بالكلية، حتى وإن كانت كانت خصوصية له ! ... وقد آمن بها أهل عصره ، وآمن بها بعض أهل عصرنا.
وذلك لأننا نريد أن نطهِّر جوهر التصوف من هذه الأشكال والمظاهر التي يمسك فيها المتأففون .... ، ثم يحاربون بها الصوفية بما لا يرون ولا يعلمون !، لأنهم لم يروا إلا هذه الشكليات التي وقف عندها المريدون والمتحدثون ، وكذلك وقف عندها بعض الذين هم في ميدان الصوفية سالكون أو مريدون أو أئمة ومرشدون ...
إذن علينا أن نتحدث بما هو على قدر العقول وبدلاً من قضاء الوقت كله في الحديث عن كرامات رجل من الصالحين ، ماذا علينا لو أخذنا في الحديث عن :
- جهاده في الله الذي جاهد فيه نفسه وهواه.
- وكيف تغلب على نفسه؟
- وكيف وصل إلى مرضاة ربه؟
- وكيف وصل إلى محبَّة حبيبه ومصطفاه؟
- والفيوضات، والتجليات، والإكرامات المعنوية، التي أكرمه بها الله سبحانه وتعالى، وهذا هو ما يحتاجه السالك في طريق الله فيحتاج من هؤلاء جهادهم وأخلاقهم وأفعالهم وأحوالهم التي وصلوا بها إلى الله هذه المقدمة كان لا بد منها ...وخاصة أننا سنتحدث عن رجل من رجالات الله الصالحين الذين ملأت شهرتهم المشارق والمغارب .... وهو سيدي أحمد البدوي هذا الرجل أراد أن يصل إلى مرضاة الله :
فجعل وقته ونفسه كله لله ، ولم يدع شيئاً في الدنيا يشغله عن مولاه إلا وتجاوزه ، ليعلن عن صدق رغبته في طلبه لمولاه جل في علاه ، وسار في ذلك على نهج الحبيب المختار ولم يبتدع منهجاً ولا مشرباً وإنما سار على نهج حبيب الله ومصطفاه في كل أحواله.
فقد رأى أن كل ما يبعد السالك عن الله ويشغله عن مولاه؛ هي المناظر التي تراها العين والكلام الذي تسمعه الأذن.: ... فوضع على وجهه لثامين ، ليكون بعيداً عن الخلق ، حتى ولو كان بينهم، فلا يشغل نفسه برؤيتهم، ولا يشغل أذنه بحديثهم ....
لأنه يتحدث مع الله في كل وقت وحين.
رأى – أى السيد أحمد البدوى - الحبيب المصطفى كما قالت في شأنه السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها أن أول ما بدء به الحبيب الرؤية الصادقة - فقد كان لا يرى رؤيا إلا وجاءت مثل فلق الصبح - ثم حببت إليه الخلوة فذهب إلى غار حراء ، وكان يجهز لنفسه ما يحتاج إليه في الغار ابتعاداً عن الخلق وانشغالاً بالحق ، حتى قال أهل مكة في شأنه: "لقد عشق محمدٌ ربه"،..... فسار سيدي أحمد البدوي على هذا النهج .
وقدَّر الله له أن يسكن في مكة مع أنه ولد في "فاس" ببلاد المغرب وذلك لأن والده أخذ أسرته ورجع بها إلى مكة لأنها موطنهم الأصلي ، وقد كان عمره في ذلك الوقت سبع سنوات فاشتغل أولاً بحفظ القرآن الكريم حتى حفظه وجوَّده وأتقنه على القراءات السبع ، ثم بدأ تحصيل الفقه على مذهب الإمام الشافعي - وكان مذهب أهل الحجاز وأهل مصر في ذلك الوقت - حتى حصّله ، وعلم من الفقه ما يصحح به عباداته وطاعاته لربه سبحانه وتعالى ، وذلك لأن العبادة لا تجوز مع الجهل.
ثم بدأ السير فى الطريق : ... وكان أول ما بدأ به الزهد في الدنيا :
فأخرج الدنيا من قلبه ، وأخذ يجاهد نفسه حتى لم يصبح لها عنده مقدار ، واشتغل بالكلية بعد ذلك بالعزيز الغفار ، لأن الطاعات والعبادات ... لا يتذوق الإنسان لذة المناجاة وحلاوة الطاعة فيها ... وحب الدنيا ساكن في قلبه !..
فمن أراد أن يتذوق لذة الطاعة وحلاوة العبادة فليخلِ قلبه لربه ، كما قال الصادق المصدوق :{ ازْهَدْ فِي الْدُّنْيَا يُحِبُّكَ اللهُ، وَ ازْهَدْ فِيمَا فِي أيْدِي الْنَّاسِ يُحِبُّكَ الْنَّاسُ } حتى أن أهل مكة لقبوه بأحمد الزاهد في بدايته .
ثم أخذ العهد على شيخ ليعبد الله تحت مراقبة شيخه ، فيطهره من الدسائس النفسية والعلائق القلبية والأدران الروحانية.
وكان شيخه الشيخ برِّى، الذي تلقى الطريق عن الشيخ أبي نعيم ، وتلقى الشيخ أبو نعيم من سيدي أحمد الرفاعي ، وإن كان البعض يعتقد أنه كان يتلقى من رسول الله مباشرة، فهذا صحيح، ولكن هذا لا يكون إلا في النهاية، أما البدايات لا بد فيها من شيخ مربي.- إذن فقد حفظ القرآن.
- ثم درس الفقه.
- ثم زهد في الدنيا.
- ثم أخذ الطريق عن شيخ مربي، والشيخ عن شيخ له سند في طريق الله ولما اجتمعت له هذه الأدوات بدأ في المجاهدات
وقد يسَّر الله له أمر المجاهدات، فخرج إلى غار حراء الذي كان يتعبد فيه رسول الله وانفرد فيه يتعبد لله تأسياً بحبيب الله ومصطفاه .
وقبلها عرض عليه أخوه الأكبر أن يتزوج لكنه كان مشغولاً بالكلية برسالته الربانية فلم يجد لديه وقتاً للزواج وقال يا أخي أنا لا أتزوج إلا من الحور العين.
وأخذ يذكر الله ... ، وقد كان منهجه في عبادة الله
أنه إذا انتصف الليل يظل يقرأ القرآن حتى الفجر ، ولذلك فإن تلميذه الذي رباه تربية برزخية لأنه لم يلتق به في حياته الدنيوية سيدي أحمد حجاب قال: تحيرت آناً .. كيف أصل إلى الله ؟، بالذكر ؟ ، أم بتلاوة القرآن؟ ....وإذا بسيدي أحمد البدوي يقول لي: القرآن .. القرآن .. القرآن..
وظل يجاهد نفسه حتى وصل إلى حال تقلَّل فيه من الطعام بالمجاهدات الفادحة، و تقلل أيضاً من المنام.... فكان أحياناً يقف أمام باب الغار يتفكر في خلق الله ولا يأكل إلا كل أربعين يوماً مرة .. وهذه هي المجاهدات الفادحة التي نال بها الدرجات الراقية ......... جاهد تشاهد ...... وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ{69 فمن يجاهد...
لا بد أن الله يهديه إلى السبيل الذي يوصله إلى خالقه وباريه .
وقد نسمع من بعض المبشِّرين أنَّ كلنا أولياء لله، وهذه بشرى طيبة لا بد منها لأهل البدايات ... يقول خادمه الذاتي سيدي عبدالمتعال وأرضاه
"خدمت سيدي أحمد البدوي أربعين عاماً فلم أره غفل عن ذكر مولاه نفساً
وهذا من تمام اقتداءه برسول الله فقد ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها :
{ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ. } أي لا يدخل إلا على ذكر، ولا يقوم إلا على ذكر، ولا يجلس إلا على ذكر، ولا ينام إلا على ذكر، ولا يفعل أي أمر إلا على ذكر....
وهذه هي أحوال الصالحين ..... لأنهم تجمَّلوا بقوله سبحانهالمربى الربانى السيد احمد البدوىوَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ )35الأحزاب
ومن وصل إلى هذا المقام ... يندرج في مقام الصالحين.
إذن خطوات الطريق بالنسبة إليه : أولاً حفظ القرآن وجوَّده بالقراءات السبع، ثم بعد ذلك درس الفقه على مذهب الإمام الشافعي، ثم بعد ذلك جاهد نفسه في الزهد في الدنيا.
وهذا هو المنهج الذي رسمه رسول الله للصحابي الجليل الْحَارث بن مالك الأَنْصَارِي الذي يقول له رسول الله
{ كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثُ ؟ قُلْتُ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنَاً حَقًّا، فَقَالَ: اُنْظُرْ مَا تَقُولُ فَإِنَّ لِكُل شَيْءٍ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ إِيمانِكَ ؟ }.. فكان أول شرط : { قال: قَدْ عَزَفْتُ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا – وذلك لأنه بدون العزوف عن الدنيا والزهد لن يصحَّ السهر ولن تتمَّ العبادة كما يحبُّها الله – { قَدْ عَزَفْتُ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا وَأَسْهَرْتُ لِذٰلِكَ لَيْلِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي } – ماذا كانت النتيجة بعد ذلك؟ كانت النتيجة خلع الرضا: { وَكَأَني أَنْظُرُ إِلى عَرْشِ رَبي بَارِزَاً، وَكَأَني أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَني أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ النَّارِ يَتَضَاغَوْنَ فِيهَا ً}
أما نحن فنريد أن نصل إلى النهاية بدون البداية !،كيف يكون ذلك؟
فهذه مصيبة المريدين في هذا الزمان ....
إذ يريد في لحظة أن يكون من أهل الإشراقات، ويرى غيوب السموات !! ، ويرى الجنات !! ، ويرى الملكوت !!! ، بدون أن يجاهد مثل هؤلاء !!!!! وهذا لا يجوز وكما قلنا فقد أخذ العهدعلى يد شيخ في طريق الله ، وهو الشيخ برِّى الذى أخذ العهد على الشيخ أبي نعيم تلميذ الشيخ أحمد الرفاعي ، وبعد أن أخذ العهد، وتلقَّن من شيخه بدء الممارسة العملية، ذهب إلى غار حراء وأخذ يتعبَّد لله ويذكر الله على المنهج الذي وضعه له شيخه ليتقرب إلى مولاه
وقد نضجت ثمرته بسرعة، لأنه عندما ذهب إلى الغار لم يكن مشغولاً بصور الأكوان، فلم يكن مشغولاً بزوجة، ولا بأولاد، ولا بمنصب، ولا بعمل ولا بجاه، فقد فرَّغ نفسه لمولاه فأسرعت فتوحات الله له ... وذلك لأنه ليس في قلبه نصيب من الدنيا أو شيء من مشتهيات هذه الحياة .
وإن كان لا ينبغي لأحد منا أن يتابعه في ذلك بالكليَّة.. ، أي يترك
الزواج والعمل !!، لأنه كان مغلوباً على أمره في هذا المقام ... لشدة الجذبة الإلهية.
و لأن المقام الأكمل أن يُفْتح على العبد وقد تزوَّج وقام بمسئولية العيال، واضطلع بالوظائف والأعمال ... كما كان أصحاب النبي
ولذلك فقد اتفق جميع الصالحين على أن سيدي أحمد البدوي مع علوِّ قدره ومكانته، كان في بدايته على قدم سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام ، وهو ما يطلق عليه: على القدم العيسوي، لكنه بالطبع رسخ بعد ذلك على القدم المحمدي الأكمل والأعلى.ولا بد للإنسان لكي يصل للمقام المحمدي أن يقطع المقام العيسوي، لكن كيف يقطع أحدنا هذا المقام العيسوي مع ممارسته للحياة العامة العملية ... من حيث زواجه وأولاده وعمله ؟
هذا هو العجب العجاب !!! ....
الذي كان عليه شأن الأصحاب وعليه شأن الأقطاب من بدء الدنيا إلى يوم الدين فكل شيء ميسر إن شاء الله ... لمن وفقه الله، وهداه واجتباه وظل هذا الرجل يتعبَّد في غار حراء، وكان يجاهد نفسه في التقليل من الطعام ، والتقليل من المنام ، والتقليل من الكلام ،.... حتى سمِّي الصامت ! ... فكان لا ينطق إلا بالإشارة في أيام المجاهدات هذه.فكل من كان يسأله أو يحدثه ؟ ، يجيبه بإشارة .
وكذلك كان ذاكراً لله على الدوام .
وهذا هو منهج الصالحين، وعدة من يريد أن يكون من الصالحين، ويحظى بالفتح والإكرام من الله ، ومن المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
ما لنا إذن نرى الصالحين ... يأكلون !! ... ويشربون؟
هذا الموضوع يا إخواني لا يكون إلا بعد الوصول، ومصيبتنا أننا نريد أن نقلد الفحول بعد الوصول !!!! ... لكن يجب ان نقلدهم أولاً في الكيفية التي نالوا بها الوصول ، وذلك لكي نكون من الفحول ...
إذن .... فإن سيدي أحمد البدوي كان يمشي على المنهج ... النبوي الشرعي ... الصوفي ... تماما بتمام.وفي تلك الآونة أُمر بالسياحة
وكما نعلم فإن السياحة من أساسيات المنهج الصوفي ، فلا بد من السياحة الملكية الأرضية، حتى يكرم الله العبد بالسياحة القلبية الملكوتية، والسياحة الأرضية بالأجسام.
أما السياحة القلبية فهي عندما يكون الإنسان ساكناً !، ومع ذلك يتنقل قلبه في عوالم الملكوت وفي عوالم الحي الذي لا يموت ويكرم باللطف والإكرامات والمقامات وفي ذلك يقول الحبيب واصفاً الإمام علي ما معناه : عليٌ وإن كان جسمه على الثرى – يعني التراب- إلا أن قلبه بالملأ الأعلى ... وقد كان سيدنا علي نائماً في ذلك الوقت..!! ، وعن هؤلاء الرجال يقول الإمام أبو العزائم :
إن الرجال كنوز ليس يدريهــــا
إلا مــــراد تحلَّى من معــانيها
في الأرض أجسامهم والعرش مقعدهم
قلــــوبهم صـفت والله هاديها
هم الشموس لشرع المصطفى وهمو
ســـفينة الوصل بسم الله مجريها
فرأى (البدوى ) هاتفاً في المنام - وهذا بداية السياحة في الملكوت وتكون برؤية الهواتف المنامية - يأمره بالسياحة إلى بلاد العراق، ثم رأى في المنام صالحى أهل العراق المنتقلين يدعونه لزيارتهم، فانتقل إلى العراق سائحاً في الله ليزور مشاهد الصالحين (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ{112 وهناك وجَّهه سيدي أحمد الرفاعي مناماً - وكان لاأس مشايخه في الطريق أن يذهب إلى إحدى تلميذاته بنت برِّى وهي ابنة شيخه "برِّى" ..أى ابنته في الطريق.
وكانت سالكة وقد وصلت إلى حال ولكنها أساءت استخدام هذا الحال فأمره أن يذهب إليها ليصلح شأنها ويردها إلى مقامات الكمال فى الصلاح والتقوى، وقد وفقه الله للقيام بذلك .
وما يساق في هذه القصة من خرافات وأعاجيب !! ، لا شأن لنا بها وإنما كما قلت ... فإن العبرة فيما ذكرناه ---- يتبع ان شاء الله
المصدر: موقع شيخ الروحانييين الشيخ عطية عبد الحميد 00201062022238- من قسم: منتدى التصوف الاسلامى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wwee.7olm.org
Admin
Admin



عدد المساهمات : 2319
تاريخ التسجيل : 23/11/2009
الموقع : https://www.facebook.com/pages/شيخ-الروحانيين-الشيخ-عطية-عبد-الحميد/248309111957401

المربى الربانى السيد احمد البدوى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المربى الربانى السيد احمد البدوى   المربى الربانى السيد احمد البدوى Emptyالأحد نوفمبر 20, 2011 8:59 am

ثم بعد ذلك رجع إلى مكة.
وكان قد تأهل رضى الله عنه للدعوة إلى الله ، وقد عُدَّ سيدى أحمد البدوى من القلائل الذين يكلفهم رسول الله  بارشاد الخلق ، ودلالتهم على الله.
فجاءه النبي في المنام، وقال:
يا أحمد اذهب إلى طنطدا في بلاد مصر فإن لك بها شأناً، وستربي بها رجالاً .. فلان وفلان ... وكان منهم عبدالعال، وعبدالرحمن، وعبدالمحسن، وغيرهم .. وأعطاه أسماءهم...
وذلك لنعلم أن هؤلاء الرجال لا يقومون بالدعوة إلى الله إلا بإذن صريح من الحبيب الأعظم لأنه كما قيل :
"إذا أقامك أعانك، وإذا أقمت نفسك أهانك "
وهذا أمر مشاهد ..... فكل من يقم نفسه ... يُهانْ.
وكان هذا الأمر في شهر ذي الحجة في أيام الحج الأعظم، وكما قلت إذا أقامك أعانك ..، فكان جالساً في البيت الحرام، وإذا به يأتي له رجل ليتعرف عليه، فعلم أنه من طنطدا، وأنه شيخ هذه البلدة ، فلما تعارفا دعاه للمجئ إلى طنطدا ليقيم عنده وينشر دعوة الله وهذه هي الإعانة ....
وجاء إلى طنطدا ، وكانوا قد خرجوا من البلد الحرام في أواخر ذي الحجة ... تقريباً في ثلاثة وعشرين منها، ووصلوا في شهر ربيع الأول وكان سفراً طويلاً ..
ولا شأن لنا بالروايات التي قد رويت في هذا الموضوع (السفر) ، لأن الصوفية يتغالون في حب مشايخهم؛ فينسبون لهم كرامات ... فلا شأن لنا بذلك، ... بل علينا أن نتمسك بالأمور الصحيحة الشرعية.
ولما جاء إلى طنطدا، وكانت بلدة صغيرة تكاد تكون غير ظاهرة على الخريطة، وكانت قرية تابعة لمديرية الغربية - وكانت عاصمة الغربية في ذلك الوقت هي المحلة الكبرى - بل كانت طنطدا (كما كانت تسمى آنذاك) تابعة إدارياً لبلدة بجوارها تسمى "سبرباي" الآن وبها الآن الجامعة الأزهرية، إذن فقد كانت بلدة عادية ... لكن هكذا أمر الله لمن اختاره واجتباه واصطفاه.
فجاء السيد احمد البدوى، ودعاه الرجل ليقيم في بيته، ولأنه مجمَّلٌ بالأدب النبوي والرباني ، قال له : اصنع لنا سلماً من خارج المنزل ليوصلنا إلى سطح المنزل فأنا لا أحب الجلوس إلا على السطح فذلك راحة لنا وراحة لأهل بيتك .
وهذا هو جمال الأدب الرباني،لكي لا يسبب حرجاً لأهل بيت الرجل من نساء ، وفتيات ...
فكانت بدايته على هذا السطح، ولذلك سمي بالسطوحي؛ لأن مدرسته كانت على هذا السطح.
وبدأ يذهب إلى البلاد المجاورة لطنطا :
يدعو إلى الله، ثم يعود ثانية إليها، بعد أن يكرمه الله بأفراد أو عباد أنسوا فيه معرفة الله والصفاء والنقاء، وجاءوا ليشاركوه في هذا الأمر.
ولما كثر عددهم، أعطاه مُضيفه بيتاً ليقيم فيه وإخوانه ومريدوه فقد كان هذا الرجل يملك أكثر من بيت.
وكان منهجه ، المنهج الذي سار فيه إلى الله فكان يأمر مريديه:
- بحفظ كتاب الله، وتعلم شرع الله.
- ، ثم يأمرهم بالمداومة على ذكر الله، وينهاهم عن مخالفة الله، وعن معاصي الله جلَّ في علاه.
وكان إمامهم في ذلك .... لأنه كان يدعوا إلى الله بحاله قبل أن يدعوا إلى الله بقاله...
لأنه بالحال تزكية النفوس ..... لا بالفلوس .... ولا بالدروس.بعد توجهه رضى الله عنه وأرضاه إلى طنطا ....
جاء الفتح من الله له ولمن حوله .... وعلامة الفتح لأهل الفتح، هو توفيق الله تعالى لهم وتأييده لهم في كل أحوالهم.
فالكرامات التي تظهر على أيدي الصالحين في هذه الآنات تكون بمثابة: "صدق عبدي فيما قال وهذا تأييدي له" ، فيؤيده الله لكي تطمئن القلوب وتسارع إلى حضرة علام الغيوب وحال الرجل يظهر على قدر صفائه وصدقه مع الله فإذا كان الرجل يدعو لنفسه، فإن الله يجعل الخلق ينفضون عنه، أما إذا كان الرجل يدعو لربه، فإن أنواره في إزدياد ... ومن حوله يكون في مدد متصل لا ينقطع من الله ومن رسوله وقد بدأ سيدي أحمد البدوي أولاً يدعو بنفسه إلى الله - ومن علامة صدق الداعي إلى الله أن يقيض الله له إخوان صدق يعينونه على آداء رسالته حتى في المهن العادية.
فحينما بدأ يدعو إلى الله وكثرت الوفود :
تواترت عليه الخيرات لهؤلاء القوم، فإنه عندما انتقل إلى جوار ربه عن تسعة وسبعين عاماً - وهي تساوي في علم "الْجُمَّل كلمة .. مدد..، أي أن حياته كلها مدد - لم يترك شيئاً خلفه من الدنيا غير سجادته التي كان يجلس عليها، ومسبحته التي كان يسبح بها، وثيابه التي كان يلبسها.
فقد كان من خصوصياته أنه لم يكن له للثياب بديل، فكان يلبس الثوب ولا يخلعه أبداً، ومن فضل الله عليه أن هذه الثياب كانت لا تتسخ، وهذه كرامة من كرامات تأييد الله له ... فكان ثوب واحد يلبسه، ولم يكن يلبس غيره إلا بعد أن يبلى، وهذه هي عفة وقناعة الصالحين ... فلا يلتفتون إلى الدنيا ومطارفها وأموالها طرفة عين.
ولأنه كان في أكثر أحواله غائباً عن الناس - لتمام انشغاله برب الناس- فقد قوَّاه الله بالنورانية والشفافية والبصيرة والبصيرة المضيَّة، وكان يربِّي بحاله، ويربِّي بالنظرة، ومن يربِّي بالنظرة هم الورثة الكمَّل كسيدي أبي الحسن الشاذلي، وسيدي أحمد البدوي فقد كان سيدي أبي الحسن الشاذلي يقول في ذلك:
" نحن نربِّي مريدنا بالنظرة ..كما تربِّي السلحفاة صغارها بالنظرة، وكما تربِّي النعامة بيضها ويفقس بالنظرة " .
فإن البيض لكي يفقس يلزمه حرارة، فترقد عليه الأم من أجل ذلك، وتأتي الحرارة بالنسبة للنعامة أن تنظر لبيضها من على بعد فتنتقل إليه الحرارة ويكمل طوره ويفقس بالنظرة....
فقد كان يأتيه الرجل فيقول له سيدي عبدالعال : هذا فلان فينظر إليه نظرة ، فيملؤه مدداً ، ثم يقول لسيدي عبدالعال قل له أن يتوجه لبلدة كذا ، ويدعو إلى الله وهناك وفاته - أي عليه أن يظل يدعو إلى الله هناك حتى يتوفاه الله ومع أنه كان كما قيل في شأنه، أنه في معظم أوقاته في حالة ولـه - والوله هو العشق إذا اشتد - فالعشق يجعل فؤاد الإنسان يتأجج ناراً من المحبة .... ، ومع ذلك فإن جوارحه يقظة
أما إذا قوي العشق واشتد فيسمى في مصطلح القوم "الوله"، ويعني أن محبة الحبيب الأعظم تغلبت على جميع ذرَّاته الظاهرة والباطنة ولا يشغله أي شيء غير مولاه جلَّ في علاه.
ومع أنه كان الفذَّ في هذا المقام، إلا أنه ضرب المثل الأعلى لأهل الجذب في كل زمان ومكان، فقد كان لا يتخلف عن أي صلاة لله في وقتها، وكان له إمامان يؤمونه هو ومريديه في الصلاة، والجذب الحقيقي هذه علامته – فالجذب هو تعلُّق القلب بالله – فإذا انجذب الإنسان إلى مولاه بالكلية، فإن علامة صدق جذبه .... أن الله يردَّه إلى حاله في أوقات الفرائض ليؤديها لله، وهؤلاء هم الأفراد أهل القرب والوداد.
فكان يحافظ على الصلاة، وكان كما قلت قبل ذلك إذا انتصف الليل يقطع الوقت إلى صلاة الفجر بقراءة كتاب الله جلَّ في علاه.
وفتح الله له أبواب المعارف الإلهية، لكنه كبقية الصالحين العظام كما يقول فيهم سيدي أبي الحسن الشاذلي
" كُتُبي صُدُورُ أصُحَابي".
فلم يشغل باله بتأليف كتاب، لعدم وجود وقت لذلك، ولم يضيِّع وقته في أحاديث لانشغاله بالكليَّة بمولاه.
ولكن قد أكرمه الله بتربية رجالاً صاروا داعين إلى الله بالحال والمقال ..... ، حتى من كان يقوم بخدمته في الأمور العادية..!!.. ؛ كان من كبار الصالحين :
فالشيخ عبدالعظيم الراعي- الذي كان يرعى مواشيه - كان من كمَّل الصالحين، فقد كان إذا غاب عن غنمه يأخذ عهداً على الذئب ألا يقترب منها، وكان يطعمه التي تموت منها ، وكذلك الفرَّان من كثرة الضيفان، فقد كان يخبز في اليوم إردباً من القمح، فكان أحياناً يسهو، ويدخل يده في النيران فلا تضرَّه ولا تحرقه، والكنَّاس كذلك !!..
ومن العجب أنها أصبحت طرق .. منها طريقة الراعي، والطريقة الكُنَّاسية، وكانت للشيخ الكناس الذي كان يكنس منزل الشيخ ، فكل من اشتغل بخدمته .... ، ولأنه لا يرجو إلا الله صار ولياً لله في بابه، وصارت له كرامات يتحدث بها الرجال، ومواهب وفتوحات لا تطيقها الأسماع، وذلك لأنهم أخلصوا وصدقوا في الإتباع ابتغاء وجه الله وقد قال الدكتور عبدالحليم محمود واصفاً هذه الجامعة العالمية:
" وجامعة السطح إذن جامعة عالمية ، تقبل كل التلاميذ من جميع الأقطار ، وعلى جميع المستويات ، وتصدرهم إلى جميع أقطار الدنيا "
وذلك لأن مريديها لم يكونوا من مصر وحسب، بل كان له مريدون من الشام، ومن العراق، ومن الحجاز، ومن اليمن .... جاء بهم الله إليه، فالذي يدعو القلوب هو من بيده تقليب القلوب وهو علام الغيوب
وأكرمه الله بالتأييد في الأوقات التي يحتاج فيها إلى تأييد، وهذه ما نسميها كرامات.
والكرامات لا يطلبها العارفون، فعندما حلَّقت شهرته بالآفاق، ووصل صيته إلى شيخ الأزهر في زمانه - وكان الشيخ ابن دقيق العيد- عقد اجتماعاً مع علماء الأزهر، واختاروا كتاباً في علم التوحيد اسمه كتاب الشجرة للشيخ عز الدين بن عبدالسلام وطلب من أحدهم وهو سيدي عبدالعزيز الدريني أن يذهب إلى طنطا ويختبره في مسائل كتاب الشجرة، فإن أجاب عليها فهو ولي من الأولياء، وقد أراد بذلك أن يختبره في العقيدة، فذهب إليه وعندما دخل عليه قال له:
يا عبدالعزيز جئت لتختبرني وفي كمك كتاب الشجرة، سل ما شئت؟، فأجابه بخير إجابات ، حتى أنه سلَّم له ، وقال في شأنه:
" سيدي احمد البدوي .. بحرٌ ليس له قرار ".
أي في العلم، وليس في الكرامات كما يهتم الناس ... فأهم شيء هو الناحية العلمية.
ولما عاد إلى الأزهر بمصر ، وأخبر شيخه ابن دقيق العيد فأراد أن يتثبَّت بنفسه، وذهب لزيارته في طنطا، وصادف دخوله أنه كان واقفاً على السطح في حالة الوله- وقد كان إذا أُخذ، يؤخذ كل من حوله فلا يستطيعون الحركة، وعندما رآه ابن دقيق العيد على هذا الحال قال في نفسه : ما هذا إلا رجل مجنون !، وكل من حوله جماعة من المجانين !!، فخاطبه البدوى بنور ربه بما في نفسه ، وقال له:
مجانين ولكن سـرَّ جنونهم ... غريب على أعتابه يسجد العقل
فعلم أن لهذا الرجل شأن عظيم عند الله
ومن تأييد الله لأولياءه وأصفيائه وأحبائه في هذا المقام، أن يطلعهم بداية على من يتوجه إليهم، فقد كان نائماً في الظهيرة ثم استيقظ من نومه، وقال لمن حوله: .. سيأتينا رجل ويسألنا بسؤال عن المقامات، ويكون لنا معه وقت طيب، وبعد أن صلى الظهر مع رفاقه - وقد كان اختار البيت الذي بجوار المسجد وكان اسمه مسجد " البوصة" وهو مسجد سيدي محمد البهى الآن ، فاختار أن يسكن بجوار المسجد تسهيلاً للضيوف والمريدين وقضاء لفرض رب العالمين فبعد أن أدى صلاة الظهر، إذا برجل من العلماء جاء يسأل عن المقامات، فاستغرق في إجابة هذا السؤال من بعد صلاة الظهر إلى صلاة العصر.
وذلك دلالة على مدى تبحره في علوم القوم ، فقد كان بحراً ليس له قرار في العلم الوهبي الإلهي، إلى جانب أنه كان أستاذاً في العلم الشرعي كما قلت قبل ذلك، وأستاذاً في التجويد، وأستاذا في القراءات، وأستاذاً في علم الفقه رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
وقد ألهمه الله بحزب يناجي به الله ليكون ورداً لأصحابه، وألهمه الله تعالى بعدد من الصلوات على حبيبه ومصطفاه لتكون نهجاً لأصحابه، وألهمه الله ببعض أدعيه واستغاثات ... وهي ما قد أمر بتسجيلها وكتابتها ، لأنها المنهج الذي اختاره الله لمن أراد أن يتبعه ويصل إلى مولاه
وقد قال فيه إمامنا أبو العزائم وأرضاه:
"كان ظاهره جلال وباطنه جمال"
وظاهره جلال لأنه مأخوذ ، ومثل هذا من يراه يعتقد أن فيه غلظة لكثرة وجومه وعدم تبسمه، ولكن باطنه كان جمالاً محضاً لأنه كان يتقلب في جمال الواحد المتعال وقد أعطاه الله هذه الفتوحات.
ومع ذلك لكي نعلم منهج رجال الله، ومدى مسئوليتهم في أمة حبيب الله ومصطفاه، فعندما هجم الفرنجة والصليبون على مصر في زمانه، ترك بيته وبلده وسافر إلى ميدان المعركة ليشترك في الجهاد، وكان الجهاد الذي يقوم به كان أعظم جهاد وهو رفع الروح المعنوية.وليس ذلك بمستغرب لأنه كان في شبابه في مكة يشتغل بتلاوة القرآن وحفظه وتجويده والفقه، وكان كذلك يتعلم الفروسية حتى أصبح فارس مكة الأول، وعندما كان يسمع عن باب من أبواب الفروسية يتعلمه ويتقنه، حتى قيل له أن الإمام علي كان يحارب بسيفين - في كل يد سيف - فجوَّد هذا الفن، وعندما حدثت معركة بين أهل مكة وغيرهم حارب بسيفين، وذلك لأن الجهاد هو أعظم العبادات التي يقوم بها المؤمن متابعة لحبيب الله ومصطفاه لقوله
{ مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِغَزْوٍ؛ مَاتَ عَلَى شُعْبَةِ نِفَاقٍ } ، رواه الإمام مسلم فى صحيحه عن أبى هريرة
فكان يجاهد بنفسه ، وكان يتوسَّل إلى ربه فيمن يمسكهم الأعداء أسرى حتى يقيض الله لهم استجابة لدعوته من يفك أسرهم، وقد سُطِّر في هذا المقام روايات غير صحيحة، لكنه كان يدعو الله فيهيء الله لهم من الأسباب استجابة لدعوته من يفك أسرهم، وذلك لإنشغاله بالمجاهدين في طريق الله
وأكرمه الله بعد ذلك - ولأنه كان يجاهد ومات على فراشه- بمقام الشهداء ، سرُّ قول سيد الرسل والانبياء:
{ إِنَّ أَكْثَرَ شُهَدَاءِ أُمَّتي لأصْحابُ الفُرُشِ، رُبَّ قَتِيْلٍ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ الله أَعْلَمُ بِنِيَّتِهِ }.(رواه أحمد فى مسنده عن بنُ رفاعة).وجعل له تصريفاً كالأفراد القلائل وهو في برزخه، وهذه منَّة لا يتفضل الله بها إلا على قلة قليلة من الأولياء والصالحين، فإذا أعطاه الله التصريف في حياته الدنيوية .. فهذا أمر طبيعي، لكن كون الله يعطيه التصريف وهو في حياته البرزخية فهذا شيء غير عادي.
وأيضاً كان يربي في حياته البرزخية، وله تصريف كوني في حياته البرزخية إكراماً له من الله كما قال الحبيب عن شهداء أحد لإخوانه :{ أَيُّهَا النَّاسُ زُورُوهُمْ وَأْتُوهُمْ وَسَلمُوا عَلَيْهِمْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُسَلمُ عَلَيْهِمْ مُسْلِمٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلاَّ رَدُّوا عَلَيْهِ السَّلاَمَ ـ يَعْنِي شُهَدَاءَ أُحُدٍ ـ} لقد أخذ ينظم الدعوة من فوق السطح...
فقد كان يأتي إلى السطح الكثير من المريدين، فيأخذ الشيخ في تربيتهم بالنظر، وبالسلوك، وبالتعليم، وبالقدوة إلى أن تصفو نفوسهم، فيبدأ إلى توجيههم إلى جهات تحتاج إلى الدعوة، وربما كانت هذه الجهات هي بلادهم نفسها التي أتوا منها، وربما كانت بلاداً أخرى لا يعرفون عنها شيئاً، وإنما رأى الشيخ بإلهام من الله أنها في حاجة إلى مرشد، أو سمع الشيخ عن جرائم كثيرة ترتكب في مكان بعينه، فيرسل له أحد من صفت نفوسهم مبشراً ومنذراً.
هاهو ذا يرسل الشيخ حسن القليني إلى كوم قلين مبيناً له أنه سيختم حياته بها وسيكون له بها شأن في حياته، ومقام بعد وفاته.والشيخ أبو بكر الدقدوس، يأتي به الشيخ عبدالعظيم الراعي، ويجمعه على سيدي عبدالعال، فيقدمه للأستاذ، ويقول له: ياسيدي انظر إلى هذا، وينظر إليه الشيخ حتى إذا ما صلح للدعوة أرسله إلى ناحية دقدوس بسـاحل البرِّ الشـرقي ، قائـلاً له: إن بها مقامك وستكون لك بها شهرة وكرامات ظاهرة وعديدة.
ومن أصحاب السطح ، الشيخ خلف المدفون بقنطرة سنقر بمصر، ومن أصحاب السطح، الشيخ سعدون وله ضريحه المبارك شرقي مدينة بلبيس، وكان له الكثير من الكرامات وكانت له هيبته حتى لقد كان كاشف بلبيس إذا جلس عنده يرتعد من هيبته، وإنها هيبة أضفاها الله عليه كما يضفيها على من استعزَّ به وحده.
ومن أصحاب السطح الشيخ أحمد الأباريقي المدفون بروضة المقياس رضى الله تعالى عنه .
ومن أصحاب السطح الشيخ على البريدي، أما سبب تسميته بالبريدي فإنه كان قد أرسل مخدومه ببريد للسيِّد البدوى فلما رأى السيِّد البدوى عظَّمه وأجلَّه واحترمه، وملك السيِّد عليه جميع أقطاره فلم يحاول مفارقته، ولازمه ناسياً مخدومه وعمله، وتصادف أن جاء سيَّدُهُ لزيارة أحمد البدوى فوجده عنده، فقال له: هنيئاً لك، ولم يغضب عليه ولم ينتهره، واستمر البريدي ملازماً سيدي أحمد إلى أن توفاه الله.
ومن أصحاب السطح الشيخ رمضان الأشعثا وهو شيخ الفقراء المنايفة، وهو مدفون بمدينة منف، وكان يتوسط دائماً للمظلومين عند الكشاف، وعند مشايخ العرب.
ومن أصحاب السطح الشيخ وهيب، أرسل للدعوة إلى ناحية برشوم الكبرى بالقليوبية ، وقيل له: لا تفارقها فإن مدفنك بها، واستمر يدعو فيها إلى أن انتهت به الحياة، فدفن بها، ومن طريف ما
يروى: أن ضريحه كان حرماً يلجأ إليه الناس .... ، فلا يقدر أحد من الظلمة أن يتعدى عليهم فيه.
ومن أصحاب السطح الشيخ محمد بطالة: كان أشد الناس ورعاً وكان يمشي بالشفاعة لكل مظلوم، فيذهب إلى الحكام ومشايخ العرب، من أجل إنصاف الناس، وكانت شفاعته مقبولة عندهم، وكان شديد الحملة على الذين يعبدون الله باللسان لا بالقلب ويتمسكون بالشكل دون الجوهر، وكان دائم الدعوة للإخلاص في العبادة.
ومن أصحاب السطح الشيخ يوسف البرلسى ، المدفـون
بناحية البرلس، كان من المتعبدين، وكان من أصحاب الجود والكرم، وكان في خدمة الناس عند الحكام.
ومن أصحاب السطح الشيخ جمال الدين البرلس، كان صائم الدهر، قائم الليل وله كرامات كثيرة.
ومن أصحاب السطح الشيخ محمد الشيشيني، كان ورعاً زاهداً وكان يكمم بهائمه إذا سرحت إلى المرعى خوفاً من أن تأكل من زرع أحد، وكان من هؤلاء الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع، وكان من هؤلاء المستغفرين بالأسحار واجتمع فيه الورع، والزهد، والعبادة، فكان قدوة حسنة وكان تأثيره عظيماً ووهبه الله ذرية مباركة.وذهب مرة إلى الكاشف يشفع لديه في إنسان مظلوم، فتحداه الكاشف، ولم يقبل شفاعته، ولم يرفع الظلم، وسخر به قائلا: "إن كنت شيخاً فانفخني" ، فقال الشيخ محمد الشيشيني: بسم الله، ونفخ في وجه الكاشف، فانتفخ .. وصار يصيح ... ، وتجمع الناس معتذرين إلى الشيخ، وما زالوا به حتى مسح بيده على بطنه، فزال الورم، ولزم الكاشف الشيخ ولم يزل مريداً للشيخ إلى أن مات.
ومن أصحاب السطح الشيخ بشير الحبشى المدفون بدرب السد بمصر، كان حبشياً وله مكاشفات وأحوال، وامتحنه بعض الناس مرة فصنعوا له طعاماً لا يجوز أكله، فلماً حضر هو وفقراؤه لم يأكل منه.
لقد كان السطح جامعة الهداية ولم تكن هذه الجامعة تخرج دعاة لمصر فحسب:
لقد كان من أصحاب السطح الشيخ على البعلبكى، وقد حمل الدعوة إلى بعلبك بالشام، واستمر يحمل لواءها إلى أن توفاه الله فدفن في بعلبك رضى الله عنه .
ولقد حظيت بعلبك أيضاً بداعية آخر من أصحاب السطح هو الشيخ عبدالله اليونينى المدفون ببعلبك، كان يحرس البساتين وغيرها، ويأكل من كسبه، ولا يذوق من فاكهة البساتين شيئاً ويقول لبطنه : "يا بطن أمامك في الجنة ما هو أحسن من هذا ومن جامعة السطح توجه الشيخ خليل الشامي إلى الشام بإذن سيدي أحمد إلى أن مات، ووقعت له كرامات كثيرة مع نائب الشام حتى انجذب، وتبعه وترك الإمارة.
ومن جامعة السطح توجه الشيخ سعد التكرورى المدفون بحوران الشام إلى الشام داعياً، ومبشراً ومنذراً، وكان صائم الدهر متورعاً لا يأكل من طعام أحد من الولاة وحاشيتهم، وكان لا يضع جنبه إلى الأرض في صيف ولا في شتاء.
ومن جامعة السطح تخرج الشيخ نعمة الصفدى، خفير صفد وقد منحه الله سبحانه وتعالى هيبة إلى درجة أن الشريرين كانوا من خشيته لا يسرقون من صفد شيئاً.
وممن توجه إلى العراق الشيخ عز الدين الموصلي، كان أصله نائباً في طرابلس فهاجر إلى سيدي أحمد لما كان بالعراق فصحبه داعياً ومبشراً، وكان من أوائل أصحاب سيدي أحمد. مات بالموصل.
وإلى اليمن أيضاً أرسل السيد من جامعة السطح الشيخ أحمد بن علوان اليمني بناحية تعز، ولقد صحب السيد بمكة المكرمة أوائل جذبه قبل خروج السيد إلى العراق.
وممن أرسلهم السيد إلى اليمن الشيخ عوسج المصري، دفن بزبيد من أرض اليمن، وهو من أصحاب السطح، وقد ورد إلى مصر فزار سيدي أحمد بطنطدا، وهو على السطوح فأشار إليه بالرجوع إلى زبيد وقال له: أقم هناك تذكر بنا، وما بقى بيننا اجتماع.
أما مكة المكرمة فإنه أرسل إليها الشيخ بشير، يقول صاحب النصيحة العلوية:
أرسله سيدي أحمد البدوي من طنطدا إلى باب المعلاة بمكة المشرفة عند زاوية والده، فأقام بها إلى أن مات وقبره في باب المعلاة.
يقول صاحب النصيحة العلوية بعد أن تحدث عن هؤلاء الذين ذكرناهم، وعن غيرهم: "فهؤلاء الذين بلغنا أنهم من أصحاب السطح" ثم يقول:
وأما غير أصحاب السطح من الأحمدية فكثير:
كالفرغل بن أحمد، والبقلى، وسيدي إبراهيم المتبولي، والشيخ نور الدين الشوني، والشيخ محمد المنير بناحية أبو تيج بالصعيد، والصامت، وسيدي على المجذوب بناحية أسيوط، وسيدي على الراعي، وسيدي شعيب بالمحلة الكبرى، وبجامع الواسطى ببولاق جماعة وهم: سيدي على الوراق، وسيدي على العريان، وسيدي على المجذوب، وكان الشيخ عنبر المدفون بالغورية، خارج باب زويلة، وسيدي على الجيزي بباب القرافة، وسيدي على أبو الظهور في طريق الإمام "الليث"،وسيدي سيف بالميدان، وكذلك سيدي على باب الله المدفون عند مزارع الشيخ شهاب الدين الرملي، وسيدي محمد الثمار بالقرب منه، وسيدي محمد المغربل بغيط الحمزاوي بالأزبكية، وسيدي سيف بناحية باسوس على شاطئ النيل، وسيدي غوث ببنى عدى بالصعيد.
وبالشام منهم الديلوانى، والجيلاني، والغرابيلى.
أما أشهر السطوحية على الإطلاق فإنهما الأخوان الصالحان: عبدالمجيد، وعبدالعال وعنهما يقول صاحب الجواهر: ومن السطوحية الشيخ الصالح سيدي عبدالمجيد، أخو سيدى عبدالعال الخليفة الأعظم لسيدي أحمد البدوي.
نشأ هو وأخوه في ناحية فيشة المنارة، ووقع له ولأخيه مع سيدي أحمد البدوي أول قدومه إلى طنطا" وقائع كثيرة، وأحبهما وقربهما، وأخبر والدتهما أن الشيخ عبدالعال هو الخليفة من بعده في مقامه.
وأما الشيخ عبدالمجيد فكان يتردد على سيدي أحمد البدوي أيام وقوفه على السطح، ثم انقطع إلى الله، وصحب سيدي أحمد البدوي مدة طويلة، وتأدب بآدابه، وعرف إشاراته، وكان لا ينام الليل تبعاً له.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wwee.7olm.org
Admin
Admin



عدد المساهمات : 2319
تاريخ التسجيل : 23/11/2009
الموقع : https://www.facebook.com/pages/شيخ-الروحانيين-الشيخ-عطية-عبد-الحميد/248309111957401

المربى الربانى السيد احمد البدوى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المربى الربانى السيد احمد البدوى   المربى الربانى السيد احمد البدوى Emptyالأحد نوفمبر 20, 2011 9:00 am

أما من ناحية الشكل :
فإن سيد أحمد البدوي اقتدى بجده رسول الله في لبس الأحمر.
عن جابر بن عبدالله أن رسول الله كان له حلة حمراء يلبسها في الأعياد والجمع، وقد ورد أن رسول الله قدم لواء بني سليم يوم فتح مكة على الألوية وكان أحمر، وفي البخاري عن البراء بن عازب:
{ ما رَأَيْتُ مِنْ ذِي لمَّةٍ في حُلَّةٍ حَمْرَاءَ أحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ } (قال أبو عيسى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيحٌ ، سنن الترمذي )
ولقد قال سيدي أحمد لخليفته سيدي عبدالعال : " إعلم أني اخترت هذه الراية الحمراء لنفسي في حياتي، ولخلفائي بعد مماتي، وهي علامة لمن يمشي على طريقتنا من بعدي.
وسأله سيدي عبدالعال: فما شروط من يحملها؟ ، قال :
" ألا يكذب، وألا يأتي بفاحشة، وأن يكون غاض البصر عن محارم الله، وأن يكون طاهر الذيل، وأن يكون عفيف النفس، وأن يكون خائفاً من الله سبحانه وتعالى، وأن يكون عاملاً بكتاب الله وأن يكون ملازماً للذكر دائم الفكر. ويلخص الشيخ القاوقجى طريقة السيد فيقول هذه الكلمة الواعية المركزة:
"وأما طريقته فذكر اسم الله الأعظم "الله" ومفتاحها الإستغفار، والصلاة على النبي المختار، وتلاوة الفاتحة، والعدد في كل مرَّة 313 ثلاثمائة وثلاث عشرة ، وذكر شيخنا البهى: سورة الإخلاص بعد الفاتحة بهذا العدد، ثم يذكر الله تعالى من غير عدد."
والسيد رضوان الله عليه يوصي عبدالعال قائلاً: "عليك بكثرة الذكر، وإياك أن تكون من الغافلين عن الله تعالى."
ولقد سأل عبدالعال السيد عن حقيقة الذكر فقال له : " هو أن يكون بالقلب ولا يكون باللسان فقط، فإن الذكر باللسان دون القلب شقشقة. يا عبدالعال اذكر الله بقلب حاضر إياك والغفلة عن الله تعالى، فإنها تورث القسوة في القلب."
وسأل عبدالعال عن حقيقة التفكر ، فقال السيد:
"تفكر في خلق الله تعالى، وفي مصنوعات الله تعالى، ولا تتفكر في ذات الله تعالى."
فيقول ويوضح رضي الله تعالى عنه أساس طريقته: " هذه طريقتنا مبنية على الكتاب والسنة، والصدق والصفاء، وحسن الوفاء، وحمل الأذى، وحفظ العهود "، ثم يبين مكانة حسن الخلق عنده فيقول: " أحسنكم خلقاً أكثركم إيماناُ بالله تعالى."
أما عن إلتزامه في نفسه فيقول عبدالعال :
" خدمت سيدي أحمد البدوي أربعين سنة، فما رأيته غفل عن طاعة الله تعالى طرفة عين."
ومن وصاياه الخالدة لعبدالعال، صلاة الليل، يقول له:
" واعلم أن كل ركعة بالليل أفضل من ألف ركعة بالنهار، يا عبدالعال: إياك وحب الدنيا، فإنه يفسد العمل الصالح، كما يفسد الخل العسل، واعلم يا عبدالعال أن الله تعالى قال في كتابه المكنون: إنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ) 128 النحل) "
ويقول أيضاً لعبد العال:
"ولا تؤذ من يؤذيك، واعف عمن ظلمك، وأحسن لمن أساءك وأعط من حرمك."
ويسأل عبدالعال الشيخ عن حقيقة الصبر فيقول السيد: " الرضا بحكم الله تعالى، والتسليم لأمر الله تعالى، وأن يفرح بالمصيبة كما يفرح بالنعمة."
يقول سيدى عبدالعال: وسألته عن حقيقة الفقر الشرعي [يقصد التصوف] فقال :
" للفقراء اثنتا عشر علامة، لما روي عن الإمام على بن أبي طالب أنه رأى فقيراً يمشي في سوق البصرة وهو يتبختر في مشيته، فقال له الإمام على : من أنت؟ ، قال له: فقير، فقال له الإمام : ما علامة الفقر؟ ، فقال: منك يؤخذ العلم يا أبا الحسن، فقال له الإمام على : للفقير اثنتا عشرة علامة :
الأولى: أن يكون عارفاً بالله تعالى.
الثانية: أن يكون مراعياً لأوامر الله تعالى.
الثالثة: أن يكون متمسكاً بسنة النبي المختار.
الرابعة: أن يكون دائماً على طهارة.
الخامسة: أن يكون راضياً عن الله تعالى في كل حال.
السادسة: أن يكون موقناً بما عند الله تعالى.
السابعة: أن يكون آيساً مما في أيدي الناس.
الثامنة: أن يكون متحملاً للأذى.
التاسعة: أن يكون مبادراً لأمر الله تعالى.
العاشرة: أن يكون شفوقاً على الناس.
الحادية عشرة: أن يكون متواضعاً للناس.
الثانية عشرة: أن يعلم أن الشيطان عدو له كما يقول الله تعالى : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [6فاطر].
فلما سمع الفقير ذلك من الإمام على نزع مرقعته وقال: والله لا ألبسها بعد هذا اليوم أبداً.
"حزبه والصلاة المنسوبة إليه
============= الحزب ==============
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، لووا عما نَوا فعموا وصُمُّوا عما طووا ، "رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين"
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ{1} أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ{2} وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ{3} تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ{4}فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ{5} الفيل)، اللهم اكفنيهم بما شئت، اللهم إني أعوذ بك من شرورهم، وأدرأ بك في نحورهم، بك أحاول، وبك أقاتل، اللهم واقية كواقية الوليد، بـ "كهيعص" كفيت، بـ "حم عسق" حميت ( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) 137 البقرة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. وصلى الله على سيدنا محمد النبي الكريم، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما، والحمد لله رب العالمين".
=========== الصلاة الأحمدية ===========
" اللهُمَّ صَلِّ وسلِّم وبارك على سيِّدنا ومولانا محمَّد شجرة الأصل النورانيَّة ولمعة القبضة الرحمانيَّة، وأفضل الخليفة الإنسانيَّة وأشرف الصور الجسمانيَّة ومعدن الأسرار الربانيَّة وخزائن العلوم الإصطفائيَّة، صاحب القبضة الأصليَّة، والبهجة السنيَّة، والرتبة العليَّة. من اندرجت النبيُّون تحت لوائه فهم منه وإليه، وصلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، عدد ما خلقت ورزقت وأمتَّ وأحييت إلى يوم تبعث من أفنيت، وسلِّم تسليماً كثيراً، والحمد لله ربِّ العالمين ".

====== وهناك صلاة أخرى للسيِّد أحمد البدوي ======
" اللهُمَّ صَلَّ على نور الأنوار، وسرِّ الأسرار وترياق الأغيار، ومفتاح باب اليسار سيِّدنا محمَّد المختار، وآله الأطهار، وأصحابه الأخيار، عدد نعم الله وأفضاله ."
وفى ختام هذه السيرة العطرة، نورد قول الشيخ عبدالصَّمد في كتابه "الجواهر" في (الباب الخامس) ، في وصايا الأستاذ النافعة في الدُّنيا والآخرة:
أخبرنا الشيخ شمس الدين الشاذلي، أنه سأل الشيخ شمس الدين الخليفة عن سيِّدي أحمد، فقال:
كيف كان حال الشيخ على السطح؟ ... ، وهل كان كثير الغياب كما يقول الناس؟ ......
فأجاب الشيخ شمس الدين:
" إنَّ حضوره أكثرُ من غيابه، وكان له إمامان يصلِّيان به، وكان إذا جَنَّ الليل يقرأ القرآن إلى الصباح ، وكان يقول لعبدالعال رضى الله عنهم أجمعين وأرضاهم :
إن الفقراء كالزيتون فيهم الكبير والصغير، ومن لم يكن فيه زيتٌ فأنا زيته ، ومن كان ماشياً على الكتاب والسُّـــنَّة فأنا مساعده في جميع أمــوره وقضــاء حوائجـــه الدنيويَّــة والأخـرويَّـــة، لا بحولي ولا بقوَّتي؛ إلا ببركة النبي ."
فهذه مقتطفات قليلة من سيرة هذا الرجل الذي جعل حياته كلها لله ، ولم ينشغل نفساً فيها إلا بمولاه .... وقد قيل في ذلك:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ... إن التشبه بالرجال فلاح
نسأل الله ...
أن يكرمنا بالصالحين......
وأن يوفقنا لإتباع هديهم والمشي على منهاجهم والسير على أخلاقهم وأن يكرمنا الله ويتفضل علينا بالمنح الإلهية والعطاءات الربانية التي وهبها لهم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا الموضوع منقول من كتاب (السيد احمد البدوى المربى الربانى) للمفكر الاسلامى الاستاذ/ فوزى محمد ابوزيد ولتحميل الكتاب كاملا اتبع هذا الرابط
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wwee.7olm.org
 
المربى الربانى السيد احمد البدوى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السيد أحمد البدوى . للأمام عبد الحليم محمود
» السيد البدوى وكرامة انفلونزا الخنازير ليسجلها التاريخ !!
» شيخ العرب سيدى احمد البدوى رضى الله عنه وارضاه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الاسرار الروحانية , فلك , روحانى , جلب الحبيب , علاج السحر , علاج القرين العاشق علاج الحسد :: منتدى التصوف الاسلامى :: منتدى التصوف الاسلامى-
انتقل الى: